الطفيل بن عمرو الدوسى

الطفيل بن عمرو الدوسى

ذو النور ( الطفيل بن عمرو الدوسى )

هو ا لصحابى ا لجليل طفيل بن عمرو بن طريف بن العاصى بن ثعلبة بن فهم الدوسى ، صحابى من الاشراف فى الجاهلية والاسلام ، كان شاعرا غنيا ، كثير الضيافة ، مطاعا فى قومه ، قدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى اليه رجال من قريش ، وكان الطفيل شريفا شاعرا لبيبا فقالوا ياطفيل انك قدمت بلادنا وهذا الرجل بين أظهرنا ، وقد عضل بنا وفرق جماعتنا وانما قوله كالسحر ، يفرق بين الرجل وأبيه ، وبين الرجل وأخيه ، وانما نخشى عليك وعلى قومك فلاتكلمه ولاتسمع منه ، قال فوالله مازالوا بى حتى عزمت على الا اسمع منه شيئا ، ولا ألقاه ، وحين غدوت الى الكعبة حشوت أذنى كرسفا ( قطن ) خوفا أن يبلغنى من قوله ، وأنا لاأريد أن أسمعه وذهبت الى المسجد فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلى عند الكعبة فقمت قريبا منه فابى الله الا ان يسمعنى قوله فسمعت كلاما حسنا فقلت فى نفسى والله انى لرجل شاعر لبيب مايخفى على الحسن من القبيح ، فمايمنعنى ان أسمع من الرجل مايقول ، فاذا الذى كان به حسنا قبلته، وان كان قبيحا تركته .

فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيته ، فتبعته ، حتى اذا دخل بيته دخلت عليه ، فقلت : " يامحمد ،ان قومك قالوا كذا وكذا ، ثم ان الله أبى الا أن اسمع قولك ، فسمعت قولا حسنا فأعرض على أمرك " ، فعرض على الاسلام ، وتلا على القرآن ، فو الله ماسمعت قولا قط أحسن منه ، ولاأمرا أعدل منه ، فأسلمت وقلت : يارسول الله انى امرؤ مطاع فى قومى ، وانا راجع اليهم وداعيهم الى الاسلام ، فادع الله ان يجعل لى آيه تكون لى عونا عليهم فيما أدعوهم اليه .

فقال صلى الله عليه وسلم ( اللهم اجعل له آيه ) فخرجت ا لى قومى حتى اذا كنت بثنية تطلعنى على الحاضر وقع نور عينى مثل المصباح ، فقلت : اللهم فى غير وجهى فاننى أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراقى دينهم ، فتحولت فى رأس سوطى كالقنديل المعلق ، وانا أهبط اليهم من الثنية .

وبعد أن فتح الله – عزوجل – على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكه قال له الطفيل يارسول الله ، ابعثنى الى ذى الكفين وهو صنم عمرو بن حممه حتى أحرقه ، فخرج اليه الطفيل ليحرقه وكان ذلك الصنم مصنوعا من الخشب ، ثم رجع طفيل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان معه بالمدينة حتى لحق النبى الكريم بالرفيق الاعلى ، ولكن الطفيل كان يرى أن مسئوليته كمسلم لم تنته بموت الرسول صلى الله عليه وسلم بل انها لتكاد تبدأ ، فعندما اشتعلت حروب الردة خرج الطفيل بن عمرو فى من خرج من المسلمين ليدافعوا عن الحق ضد هؤلاء المارقين ، وفى موقعة اليمامة استشهد الطفيل بن عمرو رضى الله عنه وأرضاه .

» المقداد بن عمرو - أول فرسان الاسلام