منتديات عثمان الاحمد الإستراتيجية
مرحباً زائرنا هلّلت أهلاً ونزلت سهلاً مرحباً بك في بيتك نتشرف بتسجيلك معنا
وإن كنت عضواً من قبل فيسعدنا أن تعرف نفسك معنا
مع خالص التحايا
{ متعة التصفح والمشاهدة والتحميل على منتديات عثمان الاحمد الإستراتيجية }

.::{-> الإدارة <-}::.
منتديات عثمان الاحمد الإستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلدخولأحدث الصور
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 39 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو memorandom73 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 459 مساهمة في هذا المنتدى في 447 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عثمان الأحمد
ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Vote_rcapديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Voting_barديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Vote_lcap 
محمود العادل
ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Vote_rcapديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Voting_barديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Vote_lcap 
ابن حامد (كوجو)
ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Vote_rcapديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Voting_barديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Vote_lcap 
الأسمر
ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Vote_rcapديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Voting_barديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Vote_lcap 
أذكـــــــار
. . { الأذكار } . .
اللهم اجمع كلمة المسلمين، اللهم وحد صفوفهم، اللهم خذ بأيديهم إلى ما تحبه وترضاه، اللهم أخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه -- اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا، وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، برحمتك يا أرحم الراحمين -- أصبحنا وأصبح المُلك لله
الـمـتـصـلـــون الآن ...
ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد 1p4tc8gww3u
تصفح المنتدى بالفايرفوكس
لتصفح افضل للمنتدى ننصحك باستخدام المتصفح العملاق الموزيلا فاير فوكس من هنا حيث انه يتوافق مع منتدانا وذلك لضمان عدم وجود اى خلل او عطب اثناء التصفح
سحابة الكلمات الدلالية

 

 ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عثمان الأحمد
الــمــديـــر
الــمــديـــر
عثمان الأحمد


رقم العضوية : 99155487
عدد المساهمات : 1300
نقاط : 4032
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 17/07/2010
العمر : 36
الموقع : www.othman-alahmad.yoo7.com

ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Empty
مُساهمةموضوع: ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد   ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد Emptyالأحد فبراير 06, 2011 3:51 pm

ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد



اغتراب

عندَمَـا..
يصبحُ الأفْقُ رمْلاً
تَحلَّقَ حوْلَ المدينةِ
يبكي
على فُرقةِ السّنبلةْ.
والمسَاءُ يجيءُ
على غيرِ عادتهِ
شاحباً
مِنْ غيابِ النّّسيمِ
ومنكسراً ،
منْ رحيلِ الطُّيورِ
إلى جهةٍ مقفلةْ .

عندما...
يقحمُ القلبَ
فيضٌ
مِنَ الذّكرياتِ الجميلةِ
مِنْ قهقَهاتِ الصّحابِ
على موقدٍ ،
والشتاءُ
يدقُّ برفقٍ
على طَرَفِ البابِ
و الرّيحُ تعزفُ
لحناً جميلاً
على هامشِ السّهرةِ الحافلةْ.

عندما ..
يَطْلعُ الصّبحُ
مجنونةً شمْسهُ
والمدى ضيّقٌ
و الأزاهيرُ
تبكي النَّدى ذابلةْ .
و ليستْ تفيقُ
هديلُ الصغيرةُ
ليستْ تفيقُ
لترفعَ عنّي الغطاءَ
و تغمرَني
بابتسامتها

ثمّ تُطْرِقَ
مذْعورةً ذاهلةْ :
- أبي لا تسافرْ... !
سأبكي كثيراً
إذا غبتَ عنِّي
وسوفَ أروحُ إليكَ
على متنِ درّاجتي العاجلةْ .
* يا بنتي...!
خفّفي عنكِ
بعضَ الأسى
خفّفي عن دَمـي
نارَ أحزانِه الشّاعلةْ

وأرْفعُها
فوقَ صدْري
وَأدفُنُ وجهي
لكي لا ترى
دمْعتي النّازلةْ .
عندما..
ينبغي للمسافرِ
أنْ يستريحَ
على آخرِ العمرِ
يحسُبُ أيّامَهُ الباقياتِ
ويرسمُ أحلامَهُ المقبلةْ :
وطنٌ وارفٌ

قمرٌ في دجاهْ
شمْسهُ طفلةٌ
لَعبتْ في ضحاهْ
خبزهُ وافرٌ
ماؤهُ من رباهْ
ليس في سجْنهِ
غيرُ سجّانهِ
ليسَ يدنو لهُ
طامعٌ في ثراهْ .
ليتَ أنّي أرى
وطناً .. لا أراهْ !!
عندما..

يُصبحُ الحلمُ طيفاً
يمرُّ على القلبِ
في لحظةٍ
بالأسى مثقلةْ .
ويطوفُ المسافرُ
بينَ قصاصاتِ أوراقهِ المهملةْ .
شاعرا ًلا يزالُ
يفتّشُ عن جملةٍ
في سطورِ القصيدةِ
كي تقتلهْ !
عندها
ما الذي يستطيع الغناءُ البعيدُ

على جذوةِ العشقِ
أنْ يرسلَهْ ؟!
ما الذي تستطيع القصيدةُ
في لحظةِ الموتِ
أن تفعلهْ ؟!
العين / كانون الثاني / 1997


عبثيات على هامش الاغتراب

عبثاً..
أحاولُ أنْ أبدّدَ
غُربتي
فأسيرُ منفرداً
إلى الطَّرفِ
القصيِّ من المدينةِ
أقْتفي
أَثـَرَ الشوارعِ
لا يراني العابرونَ
ولا تردُّ بنظرةٍ

بلهاءَ أنثى ..
كلّما طاردْتُها
شدَّتْ عباءَتها
لتُظهِرَ فتنةَ
الجسدِ الجميلِ
فَأَشْتهي
نهدينِ من غَنَجٍ
و خصراً من رخامْ.
و تمدّ خُطوتَها
لِتكشفَ
عن بياضِ الَّلحمِ
في ساقينِ مُكْتَنِزَينِ

تُفصحُ عن أنوثتها
ومِنْ خلفِ الملاءةِ
تُرسلُ النّظراتِ
في كلِّ اتجاهٍ
كي تلبّي
حاجةَ الشّبقِ
المعشّشِ في النُّخامْ .
و أنا أطاردُها
و بينَ جوانحي
وجعٌ
و في القلبِ
انفصامْ .

بدويّةٌ تُغْـوي الغريبَ
بكلّ أسْرارِ الأنوثةِ
ثمّ تذهبُ في الزّحامْ.
و أنا الغريبُ..
تخونُني قدمان
مِنْ تعبٍ
فأمْضي للحديقةِ
ِأنتحي رُكْناً..
و أسْتلقي
على العُشْبِ الطريِّ
أنامُ ثانيةً
و أصْحو

كي أنامْ .
وعلى ضفافِ الحلمِْ
تَعْبرُ نسمةٌ
فأشمُّ رَائحةَ الشَّـآمْ .
يا ريحُ...!
هُبِّي
مرّةً أخرى
لعلّ رسالةً
تأتي على كفّيكِ
مِنْ وطني..
فتهديني السّلامْ .
بيني و بينَ أحبّتي

طُرُقٌ
من الرّملِ الكثيفْ.
رملٌ
وراءَ الرَّملِ
مَنْ سيردُّني
إنْ ضِعتُ في الصحراءِ ؟
مَنْ...
سَيشُدُّني
إنْ غاصتِ القدمان
في الكثبانِ ؟!
مَنْ ...
سيُعدُّ قافلتي

و ينصُرني بسيفْ ؟!
بيني ..
وبينَ الحلمِ
فاجعةٌ وفصلٌ
منْ نزيفْ .
مازلتُ أركضُ
منذُ ريعانِ الصِّبا
ويكادُ
يسبقني الرّغيفْ .
مازلتُ أبحثُ
عن ظلالي
كي أصدّقَّ
أنّ لي شمساً
بقارعةِ السّماءْ .
مازلتُ أبحثُ
في دمي
حتى أفسّرَ
كيف يسكنني
الحنينُ لتربةٍ
ضنّتْ
على صدري ..
الملوّثِ
بالهواءْ .
فإذا أنا...
فتَّشتُ قلبي
واكتشفتُ الفرقَ
بينَ مُتَوَّجٍ
فوقَ الرّعيةِ
بالمسدّسِ والرّياءْ.
ومُضرّجٍ بالعشقِ
للزيتونِ
والبازلتِ
والطّينِ المخضّبِ
بالدماءْ .
أدركتُ سرَّ الإنتماءْ .

عبثاً...
أحاولُ أن أُقَلِّبَ
أطْلَسَ الوطنِ
المكفّنِ بالغسقْ .

لا شيءَ يدعو للقلقْ .
مادامَ قادتهُ العظامْ
أَثْرُوا المدائنَ
بالقلاعِ
وبالرّعاعِ
وبالصّقورِ و بالحمامْ .
والويلُ للأعداءِ
لا للحربِ
سوف نردُّهم
عن كيدهمْ ،
بالحلمِ
و الصَّبر المظفّرِ

و السّلامْ .
وبذا ...
فقد أَِِمنُوا العدوَّ
معَ الصَّديقِ ،
وعلّقوا سيقانَهمْ
مثلَ الخفافيشِ الصغيرةِ
ثم ناموا في الظلامْ .
عبثاً...
أحاولُ
ثم أخْفقُ
ثم أسقطُ
فوقَ ضوضاءِ الكلامْ .
عبثاً ...
يمرُّ العمرُ
مَذْعوراً
كسُنبلةِ الحصادْ .
والعمر حُوذيٌّ غريبْ
مازال يسْألني
عن الدّربِ
التي تُفضي
لخاصرةِ البلادْ.
مازال يَسْأَلُني
و أُحْجِمُ
أن أُجيبْ .
عبثاً...
يُطِلُّ الصُّبحُ
تُشْرِقُ شَمْسُهُ
عبثاً..
تَغيبْ .

العين / شباط / 1999


لـــقـــاء

ما الذي ...
كان ينقصُنا في اللقاءْ ؟
روعةُ الصبح ِ
حين تشقَّقَ
عن غَسَقٍ نافقٍ
أمْ شذىً
عالقٌ في عروقِ المساءْ ؟!
موْجةٌ رقصتْ
عند أقْدامنا ،
ثمّ ماتتْ

على الرّملِ
في كبرياءْ .
ما الذي كانَ ينقُصُنا
كي نلامسَ
في طُهْرِنا
الأنْبياءْ ؟!
طائرٌ فوق غصْنٍ
يظلِّلُنا...
جاءَ يبُـهِجُ
جلستَنا بالغناءْ .
لم يكنْ خائفاً
كانَ يعرفُ

أنّا وحيدانِ
في لهْونا
والمدينةُ مشغولةٌ
باحتفالاتها ،
أوخياناتها العاطفيّةِ
في شقَّةٍ أوخباءْ .
كانَ يعرفُ
أنّا خلَعْنا
مزاريبَ أحزاننا
ثم نمْنا
على الرّملِ
دون غطاءْ .

طائرٌ
لا يزالُ يُغنِّي
تداعتْ إليهِ
جموعُ العصافيرِ
سربُ القطا
وصغارُ الظّباءْ .
طائرٌ
لا يزال يطالعُ
طَقْساً من العشقِ..
بين حبيبينِ
من غربةٍ و اشتهاءْ .

لم يكنْ خائفاً..
ربما..
صار يحلُمُ في سرّهِ
حين تحضُرُ أنثاهُ
سوف يشابِهُ
في فعلِهِ
فِعْلَنا .
نحنُ في الأرضِ
و هوَ على فَنَنٍ شاهقٍ
في السماءْ !
أبوظبي /آذار/ 2001

هذا المسافر

وكأنَّـهُ ...
لا صيفَ
تَشْتَعِلُ الظهيرةُ
مثلَ أنثى
في يدَيهْ .
وكأنَّـهُ ...
لا نهرَ يحتفلُ الشتاءُ
بجوفهِ الظَّـامي
ويغْسلُ ضفّتيهْ.
وكأنَّـهُ ...
قلبُ الحبيبِ
يلحُّ في طلبِ النوى
و أنا المتيّمُ بالهوى ،
قلبي عليهْ.

وكأنَّـهُ...
لا ليلَ يفجعُنا
و لا غطّتْ
على أحلامنا
نُذُرُ الصباحْ .
وكأنَّـهُ...
لا صُبحَ أشْرقَ
في فضاءِ الروحِ
علَّلَهَا
وبلّلَها
وراحْ .

وكأنَّـهُ...
قمرٌ تعثَّـرَ في الصُّعودِ
إلى السماءْ .
سُحبٌ تُجمِّعُ بعضَها
و تسيرُ صامتةً
بجنّـازٍ إليهْ .
وكأنَّـهُ ...
وطنٌ يعلّمُنا البكاءْ
حتّى إذا
بكتِ القصيدةُ حالهَا
تبكي عليهْ.

هذا أنا ..!
قال المسافرُ
ثمّ مال عن الطريقِ
ليشتري كرّاسةً،
و يبعثرَ الكلماتِ
مُشتعلاً بإيقاعِ الحنينْ .
قال المسافرُ :
مَنْ يُسلِّفُني القصيدةَ
كي أعَلّمَهُ الوداعْ..؟!
الحلمُ ضاعَ
الحلمُ ضاعْ .
بذلَ الكثيرَ قتيلُهُ
بذل الكثيرَ
و ما استطاعْ .
بذلَ الكثيرَ
وماتَ مذْبوحاً
بخيباتِ السنينْ .
هذا أنا..!
ورمى تحيَّتَهُ الأخيرةَ
مسْرعاً
ومضى يواري
دَمْعةً
ما عاد يعرفُ :
هل على هجرِ الأحبّةِ
أمْ مِنَ الزمنِ المهينْ ..!؟
ألدربُ أطولُ
من تنهُّدِ صوتـِهِ
والأفْقُ أبعدُ
من حدودِ الرّملِ
والنخلِ الحزينْ
هذا المسافرُ...
مترعٌ بهمومِ غُرْبتهِ
وفي رئتيهِ نـَهرٌ
من جليدِ القهْرِ
والحزنِ الدفينْ.

وكأنَّـهُ...
ما عادَ تَعْنِيهِ السياسةُ
والنخاسةُ
مثلما تعنيهِ
أحوالُ المواسمِ
والطحينْ .

وكأنَّـهُ...
يرفو مواجعَ قلبهِ
بقصيدةٍ
ويثيرُ أسئلةً
عن الوطن الذي
ما عاد يفتح حضنَه
إلاَّ لأَصحابِ الكروشِ
وسطوةِ المتنفِّذينْ
ويخافُ مِنْ بوحِ القصيدةِ
كيفَ تحبسُ سرّها..
إذْ طالمـا
باحتْ بسرِّ العشقِ
أطرافُ العيونْ .
ويقول للقلمِ الملظَّى

والمعلّقِ بَيْنَ بَيْنْ :
هيَ ورْطةُ الكلماتِ
أَوَّلُـهَا
حديث الـقِلب
لكنْ بات آخرُها شجونْ
فاكتبْ قصيدَتك الأخيرةَ
واتَّـعظْ
يا أيّها المجنونْ !

أبو ظبي /آب/ 2002


بين ذي القروح و ذي الجروح

خلسةً ..
يسْحبُ الَّليلُ أنفاسَهُ
مِنْ جدائلَ
حُوريّةِ الجنِّ
والصَّمتُ أُنثى
تكفكفُ دَمْعتَها
لحظةَ الإغتصابْ .
و لا ضوءَ
غير الذي هرَّبَ
البدرُ
أو شَيَّعَـتْهُ
عيونُ الحبيبةِ
عند الغيابْ .
وكنتُ أسيرُ على وهنٍ
فوقَ رملٍ طريٍّ
أحاولُ أن أسحبَ الخوفَ
عنْ جثَّتي ؛
للصحارى إذا أَطْبقَ الليلُ
أكثرُ مِنْ وحْشةٍ واكتئابْ
و صِرْتُ أُعلِّلُ نفسي
بقربِ الصَّباحِ
قرَضتُ قليلاً

من الشِّعرِ..
ناديتُ بعضَ الندامى
فجاءَ إليَّ المنخلُّ
وابنُ ذريحٍ
ودوقلةُ المنبجيُّ
و مجنونُ ليلى .
تمنيّتُ لو أنني مثلكمْ
أيها السّادةُ..
العاشقونْ
أموتُ بذنبِ الهوى،
أو أُصابُ بداءِ الَجنونْ ....!!
وفي الحالتينِ

أصيرُ بعُرْفِ الغرامِ
قتيلا
فَيـَنْقُلُ عنّي الرواةُ
و يكتبُ عني
المحبّون و الملهمونْ .
و مرَّ عليَّ امرؤُ القيسِ
مازال يحملُ سيفاً
ويركبُ خيلا
وفي الشِّعرِ
يختالُ كالمهرِ
بينَ القوافي :
" أفاطمَ مهلا ..... "

تـرَجَّلْ
أقاسمْكَ حزناً و زادْ
فنحن شبيهانِ ،
أنتَ الذي أنكرَتْكَ البلادُ
ومـتَّ ضليلا
ومازلتَ تعلنُ بينَ القبائلِ :
ضيّعني والدي
حين كنتُ صغيرا
و حمّلني دَمَهُ
فارساً وَأميرا .
و نحنُ شبيهانِ :
أنت الذي أنكرَتْكَ البلادُ ،

و قد ضيَّعَتني
و ما كنتُ مثلكَ ..
أطلبُ ثأرا
و لكنني
قِيلَ لي :
إنني إبنُ أرْضٍ
إذا مرّتِ الريحُ..
فوقَ رُباها
يفيضُ ندىً
من دَمِ الشهداء ثراها
وينـثالُ عطْرا
و أني انتسبتُ إلى أمّةٍ..

أزهرتْ
وانبرتْ
كي تمدَّ...
على الكونِ نوراً
وفكرا.
و ضيّعني يا امرأَ القيسِ
أنّي فُجِعتُ
بعشرين مملكةً..
لا تزالُ تباهي
بأمجادها الغابراتِ
و تجترُّ مجْداً
و تجْترُّ نصْرا .

و في كلّ عاصمةٍ
فهرسٌ للشعاراتِ
إنْ شئتَ نثراً ،
وإنْ شئتَ شِعْرا.
و ماذا سأنبيكَ يا سيّدي
عن بلادٍ
تُقطَّعُ أوصالُها
كالرّداءْ ...؟!
فشرخٌ يغورُ
بأرضِ الشآمِ
وجرحٌ تمطّى
بأرضِ العراقِ ،

وخُلجانُـنَا ازَّيَّـنتْ
وانحنتْ
كي ينامَ الطغاةُ
على صدرها
حين تعلنُ
للفاتحينَ الولاءَ
وتسقيهم القهوةَ...
العربيةَ بالخمرِ
سرِّاً وجهْرا .
وماذا سأنبيكَ عنْ مدنٍ ،
يستحمُّ الغزاةُ
بأشلاءِ أطفالِها

في العراءْ ...
وعَن وطنٍ
نِصْفُهُ للملوكِ
وأكثرُ من نصفِه
حصةُ الأوصياءْ ...؟!
و حُكّامهُ..
نكَّسُوا حُمْرَ راياتِهمْ
يومَ كبُّوا
على النارِ
رَمْلاً وماءْ
وصاروا
للونِ النياشينِ
أسْرى .

وإن رُحْتَ تبكي
لذكرى الحبيبِ..
فإنّا بكيْنا على كلّ ذكرى .
تطلّعَ بي ذاهلاً
قال :
لابدّ أنكَ تهذي
وتنعقُ
مثل طيورِ الخرابْ ...!!
وأسْرَجَ ظهرَ الحصانِ
استوى راكباً فوْقَهُ
ثمّ غابْ.

رُبّما...
كان لابدّ منْ لغةٍ
تفجعُ القلبَ
حتّى يُصدّقَني.
كان لابدّ
منْ صرخةٍ
في اليبابْ .
غير أنّي خشِيتُ
إذا جلجلَ الصَّوتُ
أنَّ الطريقَ إلى القومِ
مزروعةٌ بالأفاعي
ومحروسةٌ بالذئابْ .

رُبّما..
كان لابدَّ ،
مِنْ حذّفِ بعضِ القصيدةِ
كي أُحْسِنَ الإنسحابْ .

أبو ظبي / تشرين أول / 20


قصائد من ذاكرة العشق

وداع
التَقَيْنا هنا...
منذُ منفى وعامْ
وكان الغمامُ
شريداً كقلبي
وقلبي تشَظَّى
كدمعِ الغمامْ .
التَقينا على حاجزٍ
كنتِ راجعةً
وأنا راحلٌ .
قلتُ :
أعْـقِدُ كفِّي بكفِّكِ

لولحظةً في ستارِ الزّحامْ.
كِلْمَةٌ ... كِلْمَتانْ
ربَّما عَلِقَتْ
فوق هدبينِ من لهفَةٍ
دمعتَانْ.
عندما بَدَّدّ الصَّمتَ
صوتُ المضيفةِ
في دِعَةٍ واتِّزانْ :
سادتي .. سيداتي ..!
لقدْ دقَّتِ الساعةُ العاشرةْ .
فادْخُلُوا آمنينَ
وسيروا على رِسْلِكُمْ
واصعدوا سُلَّمَ الطائرةْ .
لحظةٌ... لحظتانْ ،
ثم يخلو المكانْ
ثم يخبو بنافذةِ الرُّوحِ
ومضُ شعاعْ .
لـَمْ تُـدِِرْ وجهَهَا
لَـمْ أُلَوِّحْ لهـا .
هكذا ينبغي أن يكونَ الوداعْ :
نظرةً حائرةْ
جسداً..
ضيَّعَ الحُلمَ والذَّاكرةْ .
3/12/2002
حريرٌ
حريرٌ على جسدٍ
ذابَ فيهِ الحريرْ
و ساقانِ
من مطرٍ دافئٍ
في الهزيعِ الأخيرْ
وكفّانِ
من ملمس ٍ زنبقيٍّ وثيرْ
و عينانِ أرجوحتان
خرافيتان لقلبٍ كسيرْ.
القليلُ القليل من العشقِ يضني
فكيفَ الكثيرْ ؟!
أبو ظبي 15/11/2003
صدود
مُرّي...
على الصَّبِّ جذلى
من تصدُّعهِ
ولا تعيريهِ بالاً في تضرّعهِ .
فإن شكا لوعةً
فالحبّ أعمَقُـهُ
ما لوَّعَ القلبَ
في أقصى تلوّعهِ .
وإن بكى دمعةً
فالدَّمعُ أصدقُهُ
ما جاورَ الجفنَ

واستعصى بمدمعهِ .
وإن تفجّرَ شعراً
فالقصيدُ لهُ
كبلسمِ الجرحِ
قد يشفي بموضعهِ .
فما شدا عاشقٌ
إلاَّ لنارِ جوىً ،
ولا ترنَّمَ إلا من مواجعهِ.

درعا 14/9/2007

رحيـل
و عمّا قليلْ ..
سأحبِسُ دمعاً
تدثّر في بُـرْدَةِ العشقِ
ثم أكـفكِـفُهُ
حين أحزمُ أمتعتي للرحيلْ .
وعمَّا قليلْ..
سأنظرُ خلفي
و لا شيءَ
غير غبار المسافاتِ
برْدِ الصّحارى
و حزنِ النخيلْ .

تُـرى :
هل سيذكرني البحرُ
والشَّاطئُ السندسيُّ العليلْ..؟!
وهل سوف يحكي
عن العاشقَيْنِ اللذَيْنِ
استعارا...
منَ الرملِ سجّادةً
ومنَ الليلِ ستراً
و راحا يردَّانِ
في صحبةِ العشقِ
حلماً جميلْ .
و/سلمى/ التي أسدلتْ
رأسَها فوق كفِّي

ونامتْ
وذابتْ أصابِعُها
في ورودِ الخميلةِ ،
/سلمى/ التي احترقتْ
فوق نار الهوى والقصيدةِ
هل سوف تذكرني
في الأصيلْ ؟!
التقينا مصادفةً
ثم نمضي
كأنَّ ثلاثين شهراً
من البحرِ والشِّعرِ
والموعدِ السرِّ
والموعد الجهرِ
والموعدِ المستحيلْ
ستصبح ذكرى
وتمُحى على باب مركبةٍ
حين يأْذَنُ رُبّانُها
بالرَّحيلْ .

أبو ظبي 28/2/2004

قمر
قمر ٌصامتٌ لايطيقُ الكلامْ.
كلّما رُحْت أشكوه همّي
أشاح بعينيهِ
واختار ركناً بعيداً على غيمةٍ
كي ينامْ
قمرٌ ماغفا قط ُّ
بل ظلًّ يجثو على رُكبة الليلِ
كي يرضع الصبحَ
من وشوشات الندى عند نفخِ الخزامْ
قمرٌ كان َيوماً صديق المصابين بالعشقِ
خبَّأ أسرارهم في فضاهُ
وعلَّقَ أشعارهم فوق برجِ الحمامْ
قمرٌلايزال يمرًّ بكفَّيه فوق قلوبِ المحبينَ
حتّى أصابتهُ عدوى الهوى
واكتوى بالسَّقامْ .
قمرٌ شفَّهُ الوجد مثلي
فهامَ على وجههِ
فوضويَ الخطا , سارحاً في الظلامْ
قمرٌ دأْبهُ الطَّوفُ والشوفُ والإحتشامْ
قمرٌ صامتٌ
وأنا مثلهُ صامتٌ
من يداوي جراحاتنا
من يعللنا بالغرامْ

في الوقوف عند باب المدينة

قصيدة مهداة إلى غزة الصامدة

تجيءُ القصيدة في حضرة الموت ثكلى
ينازعها هَرَجٌ من غريب الحكايا
ويَسْرقها عبثٌ مِنْ غلوِّ الكلامْ ..!
ولا شيء يشبه صاحبَها
غير وقع الرَّدى
فوق ظلِّ الرُّكامْ .
* * * تجيء القصيدةُ
لا إذنَ لي بالوقوف على بابها
قلتُ :
أبكي على طَلَلٍ
مثلما فعل الأوَّلونَ
وما ظلَّ لي طلَلٌ
فالطلول حطامْ.
وقلت:
أروح إلى البحر
أفرش حزني على زرقة الماءِ
تحضنني موجةٌ
ثمَّ تذرو دمي في بقايا الهلامْ..!
ولكنه البحر ، أعرضَ عني
ولملمَ شطآنه
ثم غادر زرقتَه

تحت جنح الظلامْ..!
* * *
المدينة قربي
كأني تماهيت في الجرح
حتى أضعت دمي
فوق ريح الخزامْ.
وصار عصيَّاً على لغتي أن تبوح بدون نشوزْ..!
وصرتُ / أنا الشاعرُ
الفوضويُّ العجوزْ /
أجيز الذي جاز لي
والذي لا يجوزْ..!
وصرت أرمِّزُ .. لا ولعاً بالبديع الرفيعِ
ولكنََّ بي هلعاً..
من رعيل الرموزْ.
أنا الشاعر الفوضويُّ العجوزُ
أجيز لنفسي الذي لا يجوزُ
فأحلف أني رأيت العيونَ
تذوب بأهدابها
كي تخبَّىءَ إسم فلسطينَ
تحت الحدقْ.
وأني رأيت الدماء تسيلُ.. تسيلُ
فترسم شكل فلسطينَ
فوق الشفقْ
وأحلف ...
حاولت أن أكتب الشعرَ
من مهجة القلبِ
لكنَّ قلبي تدحرج كالكستناءِ
على جمرةٍ واحترقْ
* * *
المدينة قربي
الشوارع مغشيةً بالدخانِ
وحارسها واقفٌ نازفٌ
عالقٌ بالمكانِ
ومتَّهمٌ بالجنونْ.
كأنِّي اقتربت من المشهد الفاجعيِّ
فما عاد يمكنني أن أرى :
جثثٌ هذه أم قرى ..؟!
كيف لي أن أرى
والولاة .. الوشاة.. من القوم والرومِ
من باذخات العروش يرون ْ..؟!
"وسوى الرومِ خلف ظهركَ رومٌ"
وتجافى عن العروبة نيلُ
وصحارى الحجاز باعت ثراها
وتخلَّى عن النخـيل النخـيلُ
ضاقت الأرض والسماءُ تداعت
ووشى فيك من ذويك عميلُ
فـإذا أنـت فـي النزال وحـيـدٌ
وذراعاك وجـهـةً ودليـــــلُ
فانصبِ الروح فوق غزة رمحاً
وإلى جانب الــفداءِ تميــــلُ
المدينة تخرج من لجّة النار
كي تستحمَّ بماء العيونْ
لها كلُّ هذا الضجيج .. البهيج
وهذا السكونْ.
لها كل هذا الدمار وهذا الحصار
لها أن يحار بها الفاتحون
لها أن ترى الأفقَ في أي لونٍ
لها أن ترى ما ترى
ولها ما تكون ْ.

القصيـدة

نقوشٌ
على مطرٍ
واشتعالٌ على سفرٍ
واحْتفالٌ
على صهوةِ الغيمِ
كَسْرُ الظلامِ
برَجْعِ الصدى
طقسُ أنثى
تعلِّلُ صبوتَها
بالأماني البعيدةْ.

القصيدةُ
نهرٌ يرتِّبُ مجراهُ
ثم يصُبُّ عليه وريدَهْ.
يقول المدى:
لي غزالٌ عدا
وبدا..
أنـَّه يتلمَّسُ جيدَهْ.
يقول الصباحُ النَّضيرْ
القصيدةُ عرسٌ
يليقُ بـهِ
أن يكونَ لأنثى الحريرْ.
يقول المغَنِّي:
القصيدةُ أنتِ
إذا غبتِ عني
وجُنَّ جنونُ الهوى
في دمي
واستذابَ جليدَهْ.
القصيدةُ أنتِ
وأجملُ ما فيكِ
أنَّـكِ أنتِ
جنونُ القصيدةْ.
الطيبة 14/6/2008

مـا عــلَّمَ العشق ُُ ُُ

أوَّلُ العاشقينَ أنا
والحديثُ عنِ العشقِ
يغسلُ
في الرُّوحِ أحزانَها
فتضيءْ.
أوَّلُ السَّاقطينَ
على جمرةِ الشوقِ قلبي
ولكنَّني..
ضيَّعتني الدُّروبُ
التي ضيَّعتني
وقلتُ :
أجيءْ...
وحين ترجَّلْتُ
عن فرسي خاسراً
كان نجمُ الهوى قد هوى ،
والزمانُ رديءْ..!
أوَّلُ العشقِ :
فلسفةُ الله في خلقِه ِ
نكهةُ الملحِ والجرحِ
والإشتهاءْ.
أوَّلُ الغيثِ فوضى
على شفرةِ الأفقِ ،

توقُ السَّواقي
وبوحُ السَّماءْ .
أوَّلُ الحُلمِ وهمٌ
كما أوَّل الصبحِ
عتمٌ شديدْ.
وأوَّلُ ما أشتهي :
أن يذوبَ الجليدُ
على ضفَّةِ البوحِ حتى
يبَلِّلَ كلَّ الخلايا.
أنا مَنْ رأى دمَهُ
هارباً مِنْ حديثِ المرايا.
وأنَّى نظرتُ

بمرآةِ ذاتي
اكتشفتُ بأنِّـيَ
دونَ ملامحْ .
وأنِّـي أراوحُ
منذُ ثمانين عقداً
بنفسِ المطارحْ .
المرايا تحدِّثني
عن بلادٍ ،
تقلِّمُ قاماتِ أبطالِها
كي تعلِّقَهمْ...
زخرفاً في المتاحفْ.
وما زلتُ منذُ

ملوكِ الطَّوائفِ خائف ْ
وأحمل رأسي
لكي أتقنَ الإنحناءْ.
فأنا أنحني
كي أُلمَلِمَ
ما ظلَّ لي مِنْ فُتاتِ الأميرِ
ببعضِ الوصايا
وكلِّ الرَّجاءْ.
وأنا أنحني
كي تمرَّ الرصاصةُ
فوق جبيني
فأنجو بنفسي

وأجلسَ بعد قليلٍ من الدَّمعِ
كي أقرأ الذكرَ
في مجلسٍ للعزاءْ.
وأنا أنحني
لأرى الشمسَ أُنثى
تغازلني بابتسامتِها
ثم تسقطُ مذعورةً
خلفَ أُفقٍ عماءْ.
وفي وطنِ البحرِ
والبحرِ ، والإستواءْ .
تعلَّمتُ أن أرتدي الصَّمتَ
حتى أقاومَ

عريَ الكلامِ
وكي لا أُرَدِّدَ كالبَّبغاءْ.
وفي وطنٍ باذِخِ القهرِ
في وطنٍ زاخرٍ بالثَّراءْ .
تعلَّمتُ كيفَ أصفِّقُ
أكثرَ مـمَّا ..
أعتِّقُ خمرَ القصيدةِ
حدَّ الجنونِ
وحدَّ البكاءْ.
لأنَّ البكاءَ
على هامشِ الحزنِ
فوضى .

لأني سأرضى
بما سوفَ أرضى
سأُغلقُ ذاكرة َالحُلمِ خلفي ،
وأشربُ نخبَ الذي
ظلَّ من كبرياءْ.
وأوَّلُ ما ينبغي لي
بهذا المساءْ
ينبغي
أنْ أُعَمِّرَ بيتا منَ الشَّعْرِ
أفتح شبَّاكَهُ
نحو قلبي ،
وأترك من خلفهِ

فسحةً للغناءْ .
وأجعلُ لي ..
قمراً سَرمديَّاً
وقبراً على شرفةٍ في الفضاءْ
وأختار موتاً جميلاً
كيُنبوعِ ماءْ.
أولُ العاشقين أنا
قيل لي :
كنْ..فكنتُ.
وقيلَ :
استَعنْ بالذي فيه صبرٌ وسلوى
فقلت :

استعنتُ .
وقيلَ :
اتَّزِنْ .
قلتُ:
يا ليتني أستطيع اتَّزاناً
إذنْ لاتَّزَنْتُ .
وهذا أنا ...
كلَّما مرَّ بي عابرٌ
قال لي:
أنتَ أعمى ،
ضعيفٌ
وتمشي بعكَّازتينِ

وتحلُم أنكَ ترتادُ نجما
فإن ضعتَ خلفَ
حدودِ منافيكَ
مَنْ سوف يعطيك إسماً،
ويعطيكَ رسما ؟!
وإن متَّ...
مَنْ سوف يعطيكَ نعشاً
ويهديكَ قبرا ؟!
وكم أنتَ أدرى ,
وأنتَ الأسيرُ
وحول ذراعيكَ إسوارةُ القيدِ
ثم تفاخرُ أنَّكَ

أوتيتَ نصراً
وأمسَيْتَ حرَّا.
تملَّيْتُ أسري ،
وضعفي
ذراعي
وإسوارةَ القيدِ .
هذا أنا ...!
كلَّما مرَّ بي عابرٌ..
قال:
ما علَّمَ العشقُ يا صاحبي ..؟!
قلتُ:
علّمني أنَّني

كلَّما أوغلَ العشقُ
في لبَّةِ القلبِ
سَوَّاهُ غِرَّا..!
وما زلتُ أطْرُقُ بوابةَ الريحِ
كيفَ أسيرُ إليها
وكيف أفوتْ..؟!
وهذا الصراخُ
يصمُّ غشاوة أذني ،
وصوتي حبيسُ الصدى
والسكوتْ.
كأنّـهُ في غمرةِ العشقِ
لا فرقَ ..

ما بين عشقٍ وموتْ.
سوى أنَّ للموتِ عنوانه
ربما حجرٌ..
ربما شجرٌ..
ربما قُبَّةٌ..
أو ضريحْ.
والهوى لا قرارَ لهُ..
ربما مطرٌ..
ربما سفرٌ ..
ربما وردة ٌ..
فوق ريحْ.

والذي علَّمَ العشقَ أطلقَني
حين علَّقَني،
ثم سخَّرني للمديحْ.
والذي شرَّعَ الموتَ
في العشقِ أخبَرني
أن ألُمَّ جنوني
قليلاً..
قليلاً..
فقد أستريحْ.

الطيبة/ تموز/ 2007

قـــــانـــــا

غَبَاءُ الرُّؤى
وذكاءُ القنابلْ .
ومَنْ باتَ يَجْتَرُّ
أسفارَ يعقوبَ
مِنْ قبلِ بابلْ.
ومِنْ ديرِ ياسينَ
حتَّى جنينْ
وفي كَفْرِ شوبا،
وفي كَفْر قاسمْ.
وما سوفَ يأتي

بِسفْرِ الجرائمْ .
ومِنْ ذَبْحِ صَبْرا
إلى ذَبحِ قانا
الجميعُ يرانا :
البلادُ ، العبادُ..
الطيورُ ، البحورُ
وأهلُ القبورِ
وأهلُ السَّماءْ.
الجميع يرانا
ولا مَنْ يرانا
سوى أنَّ طائفةً
مِنْ بني أهلنا

أسْرَفُوا في البكاءْ .
وفاضَتْ " كواليسُهُمْ " بالدُّموعِ
وضَاقتْ حناجرُهم بالدُّعاءْ.
وَغَاصُوا جميعاً
بوحلِ الهزائمْ .
فطوبَى لنهرٍ مِنَ الدَّمِ
يفضحُ عارَ الِّلحى
والعمائمْ.
وطوبى لنا
نحنُ أطفالَ قانا:
الجميعُ يرانا
ولا مَنْ يرانا.
وقانا...
لِمَنْ ليسَ يعرفُها :
بلدةٌ في الجنوبِ
بأنهارها اغتسلَ الأنبياءْ
وقيلَ :
بأنَّ اسمَهَا اشْتُقَّ
مِنْ قعقعاتِ الرِّماحِ
ولونِ الدماءْ .
فصارَ حريَّاً بها
أن تُقَدِّمَ
مابينَ حينٍ وحينٍ
قوافلَ أطفالِها الشُّهداء
قرابينَ للنصرِ

والكبرياءْ .
وصارتْ على صِلَةٍ
بالسَّماءْ.
وقانا ...
لِمَنْ كان يعرفُ وديانَها والسُّفوحْ .
وأقواسَ حاراتِها
والحدائقْ .
ومنثُورَ ساحاتِها
والزَّنابقْ .
وغَدْوَ العصافيرِ
فوقَ جداولِها
والحَمَامْ.

هي اليومَ مستنقَعٌ
مِنْ ركامْ...
ركامٍ ، ركامْ
ولكن يُطَاولُ أعلى الصُّروحْ.
وقانا ...
لـمن راح يسألُ عنها :
بقيَّةُ روحْ.
تبوحُ بأوجاعِها للرَّوابي
وتُحْجِمُ
عن صرخةِ الآهِ
حينَ تبوحْ.
بقيَّةُ روحٍ

وحتَّى الوريدِ الأخيرِ تقاتلْ.
وتعرفُ قانا
بأنَّ أشقَّاءَ يوسفَ ،
ألقَوْهُ في البئرِ
ثمَّ لقوا أهلَهَمْ بالبكاءْ.
وأنَّ القميصَ الملطَّخَ بالدَّمِ
محضُ ادِّعاءْ.
وتعرفُ قانا
بأنَّ الملوكَ
إذا دخلوا قرية أفسدوها .
فكيفَ
إذا نُصِّبُوا فوق عاصمةٍ
بالحذاءْ..؟!
لهذا رأتْ أنْ تُعِدَّ التَّوابيتَ ،
ثم تلملمَ أشلاءَ عشَّاقِها
كي ترتِّبَ أجسادَهمْ
من جديدْ.
هـنا
طفلةٌ سقطتْ فوق أوراقِها
قدمٌ ضَيَّعَتْ ساقَها
جثثٌ دونَ أعناقِها
نُسُجٌ مِنْ وريدْ.
هـنا
مُرْضِعٌ لا تزالُ
تضمُّ إلى الصَّدرِ
طفلاً وليدْ.
ولاوقتَ للبحثِ بين السِّجلاَّتِ
عن صاحبِ الإسمِ ،
والَّلحمِ .
لا وقتَ للبحثِ
هلْ مِنْ مزيدْ..!
فقطْ ... سَجِّلوا
فوق شاهدةِ القبرِ
هذا شهيدْ.
ولا صوتَ
غيرَ نعيقِ الَّلظى
ودويِّ القنابلْ
وزغْرَدَةٍ
لنساءٍ
فقدنَ فلذَّاتِ أكبادِهِنَّ
وهمسٍ بعيدْ:
لمن تَستَعِدُّ الجيوشُ الجحافلْ ..؟!
غباءُ الرُّؤى
وانشطارُ القنابلْ .
ومن باتَ يحرسُ
نجمةَ داوودَ
كي يتَّقي لومَ أسيادهِ
في المحَافِلْ .
وينتظرَ المدْحَ والأوسمَةْ.
لكم ما أردتمْ
من الذُّلِ والعارِ والهمهمةْْ.
وأنتِ لكِ النَّصرُ
والفخرُ
والقصَّةُ الملحَمةْ.
لكِ المجدُ .. يا شعلةَ النّوُرِ
في أفْقِ أيامِنا المظلمةْ..!
لكِ الشَّمسُ
تغسلُ عن غُرَّةِ الحقلِ
حزنَ السَّنابلْ.
لكِ الفتيةُ القابضون
على البندقيَّةِ،
فوق الذرا
والقرى ،
والسَّواحلْ.
وحسْبُكِ
أنكِ ما زلتِ مرفوعةَ
الرأسِ في زمنٍ
طأطأَ الرَّأسَ فيه
الذي يدَّعي
أنـَّه فطحلٌ
في الرِّجالِ الفطاحلْ.




المحتوى

الإهداء............................ 3
اغتراب ........................... 5
عبثيات على هامش الاغتراب......13
لــقـاء........................26
هذا المسافر .......................31
بين ذي القروح وذي الجروح......40
قصائد من ذاكرة العشق ...........54
في الوقوف عند باب المدينة ...... 68
القصيدة ........................ 75
ما علّم العشق .................. 78
قـانـا ........................ 93
المحتوى ........................ 105

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://othman-alahmad.yoo7.com
 
ديوان ( بين ذي القروح وذي الجروح ) الشاعر جمال سعدالدين أحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عثمان الاحمد الإستراتيجية  :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصائد المنوعة-
انتقل الى: