عثمان الأحمد الــمــديـــر
رقم العضوية : 99155487 عدد المساهمات : 1300 نقاط : 4032 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 17/07/2010 العمر : 36 الموقع : www.othman-alahmad.yoo7.com
| موضوع: زاد الأخيار , في مواسم الأعمار :سلـــ ( 2 ) ــــسلة الأربعاء أغسطس 25, 2010 8:08 am | |
| زاد الأخيار , في مواسم الأعمار :سلـــ ( 2 ) ــــسلة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. :: هل سمعتم بحديث المرأة التي كانت تمشي على الأرض وهي من أهل الجنة .. !! عن عطاء بن أبي رباح, قال: قال لي ابن عباس -رضي الله عنهما- "ألا أُريك امرأة من أهل الجنة قلتُ: بلى. قال: (هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي"، قال: " إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله عز وجل أن يعافيك" قالت: أصبر، ثم قالت: "فإني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف" فدعا لها). ( رواه البخاري ) وهل سمعتم بالشهيد الحي ..؟ عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: اني لفي داري ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالفناء وبيني وبينهم الستر اذ أقبل طلحة بن عبيد الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه (أي استشهد في سبيل الله) فلينظر الى طلحة ولاشك أن الشهيد من أهل الجنة .. وهل سمعتم بحديث العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم ممن ضمنوا الجنان وهم لازالوا أحياء على الأرض .. !! وأنت تقرأ تلك الأحاديث وغيرها لاشك أن قلبك شعر بالحسرة لأن عهدك لم يكن بعهدهم , فتنل الخير الذي نالوه .. لاشك أنك تمنيت لو ضمنت الجنان كما ضمنوها هم , نقول : إن لم يُكتب لنا أن نعاصر زمان من بشرهم وهو الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوى , ( عليه الصلاة والسلام ) فإن بين أيدينا سنته التي تبشر بالكثير , وما علينا إلا أن نعمل بها .. ونلتزم بمنهجها الحق , الذي لايأتيه الباطل ,
تعالوا لنقرأ حديث الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) , الذي ضمن لي ولك الجنان , مقابل ضمان مطلوب منا الأتيان به ,, قال صلى الله عليه وسلم : (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) . أخرجه البخاري وغيره والمراد مابين الحيين والرجلين ( اللسان والفرج ) فمن عف عن الزنا .. وحفظ لسانه مما يورده المهالك , فقد أصبح من أهل الجنة , بنص حديثه ( عليه الصلاة والسلام ) وقد وردت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة والتي تدعوا لحفظ اللسان وكفه , قال تعالى : ((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً )).الإسراء 36 وقال جل في عليائه : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) ق (18) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً؛ يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تتفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال " أخرجه مسلم (1715)، وروى البخاري في صحيحه (6475) ومسلم في صحيحه (74) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " الحديث .قال النووي في شرح الأربعين في شرح هذا الحديث: " قال الشافعي: معنى الحديث إذا أراد أن يتكلم فليُفكر، فإن ظهر أنه لا ضرر عليه تكلم، وإن ظهر أن فيه ضرراً وشك فيه أمسك "، ونقل عن بعضهم أنه قال: " لو كنتم تشترون الكاغد للحفظة لسكتم عن كثير من الكلام ". ولنعلم .. أننا كما نستطيع أن نضمن الجنان باللسان , فإننا قد نستحق النيران به , روى مسلم في صحيحه (2581) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتدرون من المُفلس ؟ قالوا: المُفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام و زكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار ". وفي آخر حديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ أخرجه الترمذي (2616) وقال: " حديث حسن صحيح "، قال صلى الله عليه وسلم: " وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتم "، قاله جواباً لقول معاذ رضي الله عنه: " يا نبي الله ! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ ". لذا اخوتي , وجب علينا التنبه لهذا الأمر العظيم , وأن نشغل له بالنا , ونتفكر فيما نقول , ونبحث عما تدور عليه أحدايثنا في سائر يومنا , فنحن ننطق بآلاف الكلمات , ونخوض في بمئات المواضيع , وربما بعد لحظات ننسى ماتكلمنا به , لكن أعلم أن الحي القيوم لاينسى , والكرام الكاتبين لازالوا يكتبون عليك كلماتك , وربما لو حاولنا أن نكتب كلامنا خلال اليوم , لآتينا في آخره لنرى بما امتلأت به الصحيفة , غيبة هنا , وكذب هناك , وشتم هنا , وقذف هناك , ومما لاطائل منه ولافائدة ترجى أكثر , ربما يجد غيرنا نصيحة وموعظة هنا , ذكر ودعاء هناك , تسبيحة وتهليلة هنا , وفائدة ترجى هناك ,
فأي الصحيفتين ضمنت الجنة ؟ وأيهما عرضت صاحبها للنار ؟ ولاننا نعلم أن آفات اللسان كثيرة ومتعددة , , أحببنا هنا أن نحصي بعضها لعل الله تعالى يمن علينا بتوبة خالصة لوجهه , ويشفي آفات تلك الألسن , بذكره في السر والعلن .. 1- الغيبة : في صحيح مسلم (2589) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتردون ما الغيبة ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته ". 2- النميمة : عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين ، فقال : إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ؛ أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ، فغرز في كل قبر واحدة . فقالوا : يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ( صحيح ) 3- الكذب : عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا * ( صحيح ) _ وأخرج البخاري ومسلم نحوه ، مختصر صحيح مسلم 1809 ، صحيح الجامع 4071 . 4- الفحش والتفحش : إن الله يبغض الفحش والتفحش ، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين ، ويؤتمن الخائن ، حتى يظهر الفحش والتفحش وقطيعة الأرحام وسوء الجوار . ( صحيح ) . 5- السباب : عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر * ( صحيح ) أخرجه البخاري ومسلم 6- الخوض في أعراض الناس وتتبع عوراتهم :عن أبي برزة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته * ( حسن صحيح ) _ المشكاة 5044 7 - دعوة الناس إلى الضلال وإرشادهم للمنكرات : وروى مسلم في صحيحه (2674) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ". وغيرها كثير .. فيا أيها االحالم بسكنى الجنان .. المشفق من غضب المنان .. أعقد عزمك وتوكل .. واحرص على أن تبدأ يومك بأقل الكلمات ضررا على صحيفة أعمالك .. واشغل لسانك بالذكر والدعاء والتسبيح ..ففي هذا الخير العظيم في الدارين .. واسأل الله أن يعينك على نفسك وهواك والشيطان .. وأعلم أنك غير محاسب على ماتنطق به اليوم .. لكن احرص أن لاتكون ممن يطيل وقوفهم بين يدي الله للحساب غدا .. واجعل الجنان نصب عينيك دائما .. ولطلبها تذكر حديث المصطفى ( عليه الصلاة والسلام ) (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) . واحرص لنيل هذا الضمان .. علّ الله تعالى يكتبك من أهلها .. واجعل من لسانك زاد ليوم يعزّ فيه الزاد .. واغتنم أنفاسك .. واستعمل أيام عمرك للقرب منه سبحانه , فالسعادة كل السعادة في قربه , والضنك كل الضنك في البعد عنه .. وكلا الأمرين , من خير وشر , وسعادة وضنك , إعلم أنك ستنالهما في الدارين . :: وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(منقول عن الأنبارية)
| |
|